من وسوس له الشيطان بسب الدين

 
موضوع المسألة: من وسوس له الشيطان بسب الدين.



🔴 السؤال: أرجو أن تعذروني فيما سأسألكم عنه، ولكني لم أعد أحتمل خاصة وأن الأمر يتعلق بديني، أنا امرأة في الأربعين من العمر، أحافظ على صلاتي وصيامي، ولكن أسب الدين، ليس جهرا وإنما أسمعه داخل دماغي، فهل هذا يؤثر على صلاتي وصيامي؟ وهل يجب علي الغسل؟ علما أنه يحدث مرات عديدة في اليوم، والله يعلم أنني ما أريد ذلك.


🔴 الجواب: ما تشعرين به من وساوس فهي من الشّيطان اللّعين، فإنّه عدو للإنسان مبين، يريد أن يصدّك عن الإيمان ويشغلك عن الطّاعة وفعل الخير، كما أخبر بذلك اللّه تعالى في كتابه فقال: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60]، وقال: ﴿وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]. 
والواجب عليك أن تتّخذيه عدوًّا لك فلا تصغي لوساوسه ولا تشغلي بالك بهواجسه، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة: 168]، فإذا وجدت ذلك الإحساس فاذكري اللّه تعالى وتعوّذي من الشّيطان الرّجيم فإنّه يخنس ويختفي، كما قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾  [الأعراف: 200 ـ 201].
 وقال: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [فصلت: 36]. 
وما دمت لم تترجِمِ هذه الوساوس الشّيطانيّة إلى أقوال أو أفعال، فإنّ اللّه تعالى يتجاوز عنك ولا يحاسبك، كما أخبر بذلك الحديث الشّريف في الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ». 
ولا يلزمك أيضًا إعادة الغسل، لأنّ الرّدّة هي التي تُحبط الأعمال وتُبطل العبادات، ووساوس النّفس ليست من الرّدّة والحمد للّه.