معنى لله المثل الأعلى

 
موضوع المسألة: معنى لله المثل الأعلى.



🔴 السؤال: نسمع كثيرا من الدعاة عندما يضربون الأمثال يقولون: ولله المثل الأعلى، ما معنى هذه الكلمة؟ ولماذا يقولونها؟ وما هي شروط ضرب الأمثال؟ وهل يضرب الأمثال عندما يريد أن يبين مسألة أو أمرا ما؟


🔴 الجواب: المثل الأعلى هو الوصف الأكمل الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وللّه تعالى الصّفات العليا والأسماء الحسنى كما قال عزّ وجلّ: ﴿لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [النحل: 60]. 
وقال: ﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الروم: 27].
فاللّه تعالى تفرّد بالمثل الأعلى، له صفات الكمال التي يستحيل معها وجود المثل، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، كما قال عزّ وجلّ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]. 
وعندما نضرب مثلًا نوضّح فيه كماله سبحانه وجلاله نقول: وللّه المثل الأعلى، لأنّ المقصود من ضرب المثال تقريب الفهم لا تشبيه الخالق بالمخلوق، كما قال عزّ وجلّ في وصف نفسه: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْباحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 35]. 
أمّا ضرب الأمثال في المسائل العلميّة التي لا تتعلّق ببيان صفات اللّه تعالى وأفعاله وأسمائه فلا نقول: وللّه المثل الأعلى، وضرب الأمثال لتقريب المعاني وتوضيح المقصود من حسن التّعليم، والقرآن الكريم مملوء بالأمثال التي ذكرها اللّه تعالى ليتّعظ النّاس بها ويستجيبوا لأمره، كما قال سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 41 ـ 43]. 
وقال سبحانه: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21].