معنى العج والثج
موضوع المسألة: معنى العج والثج.
🔴 السؤال:
قرأت حديثا في سنن الترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ: أيُّ الْحَجِّ أفضلُ؟ قال: «العَجُّ والثَّجُّ»، ولم أفهم تفسيره فما معنى العج والثج؟
🔴 الجواب:
العج رفع الصوت بالتلبية، والثج إراقة دم الهدي، والحديث يدل على استحباب رفع الصوت بالتلبية، وقد روى مالك وأحمد والنسائي وابن ماجه عن خَلاَّدِ بْنِ السَّائِبِ الأَنْصَارِيِّ عن أبيه رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَوْ مَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ أَوْ بِالإِهْلاَلِ يُرِيدُ أَحَدَهُمَا».
والمستحب أن يكون رفع الصوت متوسطا، فلا يخفته جدا ولا يرفعه جدا ولكن بين ذلك، لقوله تبارك وتعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55].
ورفع الصوت خاص بالرجال، وأما النساء فلا يرفعن مخافة الافتنان بأصواتهن، فعن مالك «أَنَّهُ سَمِعَ أَهْلَ العِلْمِ يَقُولُونَ: لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ، لِتُسْمِعْ المَرْأَةُ نَفْسَهَا».
وأما إراقة دم الهدي فقد جاء الأمر به في قوله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 27 ـ 28].
وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «أَهْدَى النَّبِيُّ ﷺ مِائَةَ بَدَنَةٍ فَأَمَرَنِي بِلُحُومِهَا فَقَسَمْتُهَا، ثُمَّ أَمَرَنِي بِجِلاَلِهَا فَقَسَمْتُهَا، ثُمَّ بِجُلُودِهَا فَقَسَمْتُهَا».