ذبح الهدي قبل يوم العيد

موضوع المسألة: وجوب الهدي على المتمتع والقارن.


  • السؤال:

بعض الحجاج استغفلهم أحد الجزارين بمكة، وجمع منهم ثمن الهدي لينوب عنهم في الذبح، وأحضر لهم بعض اللحم قبل توجههم إلى عرفة، ثم علموا أن الذبح لا يكون إلا في يوم النحر وبعده، فهل ما دفعوه لهذا الجزار يسقط عنهم وجوب الهدي؟


  • الجواب:

ما فعله هؤلاء الحجاج غير صحيح، لأن وقت نحر الهدي أو ذبحه يبدأ من طلوع الفجر من يوم النحر، لقوله تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28]، وقد بين الله تعالى مكان ذبحه بقوله: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: 196] ، وبين النبي وقته ومحله بفعله وقوله، أما فعله فإنه نحر هديه بمنى بعد أن رمى جمرة العقبة، وأما قوله فقد قال وهو بمنى: «نَحَرْتُ هَاهُنَا وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ»، فالذبيحة قبل هذا الوقت تكون شاة لحم ولا تعتبر هديا، ومن فعل ذلك وجب عليه أن يعيد ذبح أخرى.
وعلى الحجاج أن يحذروا من مثل هؤلاء التجار والسماسرة الذي لا يخشون الله تعالى ويأكلون أموال الناس بالباطل، الذين يستغفلون ضيوف الرحمن ويبتزون منهم أموالهم وهم في أقدس بقاع الأرض.
وربما صدقهم بعض الحجاج ودفع إليهم أمواله لأنهم يطلبون منهم ثمنا أقل من الثمن العادي الذي يدفعونه لشراء القسيمة، فهل يعقل من الحاج أن يبخل بماله عن أداء واجب وتقديم هدية لربه عزّ وجلّ؟ وهو قد دفع مبلغا كبيرا للوصول إلى مكة.
إن البخل في مثل هذا مذموم، لقوله تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 92] .      
 وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ، قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَعْلاَهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا».