من ترك الوقوف للدعاء بالمشعر الحرام
موضوع المسألة: من ترك الوقوف للدعاء بالمشعر الحرام.
- السؤال:
أمر الله تعالى بالوقوف للدعاء عند المشعر الحرام، غير أن الكثير من الحجاج لا يقفون، فهل هم آثمون لترك ذلك؟
- الجواب:
الوقوف بالمشعر الحرام للدعاء من مستحبات النزول بالمزدلفة، وأفضل وقته بعد صلاة الصبح إلى الإسفار، فعن جابر رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ وَذَهَبَتْ الصُّفْرَةُ قَلِيلاً حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ..... حَتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، وَصَلَّى الفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ».
فإن لم يقف فلا شيء عليه، لأنه ترك مستحبا، وإن خرج ليلا فيكفيه أن يدعو قبل خروجه.
ولا يشترط أن يكون الوقوف في مكان معين، بل المزدلفة كلها موقف، لما جاء عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ».
ومعنى قوله: «وَجَمْعٌ» أي المزدلفة، فمن وقف في أي جزء منها أجزأه، وإن وقف في نفس المكان الذي وقف فيه النبي ﷺ فهو أكمل وأفضل.