حكم من لم يحج وهو مستطيع
موضوع المسألة: حكم من لم يحج وهو مستطيع.
-
السؤال:
والدي وكذا عمي وكثير من أفراد الأسرة يملكون أموالا طائلة ولم يحجوا، بل ولا يفكرون في الحج، وإذا سئلوا عن ذلك يقولون: نحج بعدما نكبر حتى لا يقع منا أي خطإ بعد الرجوع من مكة المكرمة، فهل كلامهم هذا مقبول شرعا؟ وهل المسلم مخير في وقت أداء الحج؟
-
الجواب:
شهر الأقوال أن من كان مستطيعا فالحج واجب عليه على الفور، لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]، لأن الأمر في هذه الآية جاء مطلقا، والأمر المطلق يفيد الفورية.ولأنه لا يدري ما يحصل له من موانع كالمرض أو كبر السن أو الفقر بعد الغنى ونحو ذلك، فوجب عليه المبادرة لأداء ما فرضه الله عليه.
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «تَعَجَّلُوا إِلَى الحَجِّ، يَعْنِي الفَرِيضَةَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ».
وإذا مات قبل أن يحج وكان مفرطا فإنه آثم، وسيحاسبه الله تعالى على تفريطه ويستحق العقاب إلا أن يعفو الله عنه، لأن الفروض الواجبة على الفور يحرم تأخيرها من غير عذر.
فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ».