حكم من انتمى إلى الطائفة الأحمدية القاديانية
موضوع المسألة: حكم من انتمى إلى الطائفة الأحمدية القاديانية.
🔴 السؤال: سيدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بالمناسبة لهذا الشهر الكريم أقول لكم وللمسلمين كافة تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، أما سؤالي فهو كالتالي: لي أخ عزيز علي يكبرني سنا ويبلغ من العمر سبعين سنة متقاعد، وهو في المهجر وبالضبط في فرنسا، كان ملتزما بصلاته وأركان الإسلام، كما كان محبا لصلاة الجمعة وصلاة الجنازة كما هو الشأن في تعاليمنا الإسلامية، غير أننا نحن العائلة تفاجأنا في هذه السنة الأخيرة بانتمائه إلى الطائفة الأحمدية القاديانية، وأصبح يمتنع عن صلاة الجمعة والجنازة والجماعة، بحجة أن الإمام غير أحمدي، ولكي تكون الصلاة مقبولة يجب أن يكون الإمام أحمديا مبايعا للخليفة الخامس القادياني ومؤمنا بميرزا غلام أحمد المهدي، كما يدعون كذبا وزورا، وكلما أحاول أن أناقشه في هذا الأمر يمتنع ويطلب مني عدم الخوض في هذه المسألة، فأرجوا منكم إفادتي بكيفية التعامل معه، كما أطلب منكم أنتم العلماء أن تتصدوا لهذه الطائفة بكل ما أوتيتم من قوة في الفكر ودمغ أفكارهم السامة بالدليل والبرهان، وشكرا.
🔴 الجواب: القاديانية نسبة إلى شخص ظهر في الباكستان يسمّى مرزا غلام أحمد القادياني، وقد ادّعى النّبوّة وتجديد الدّين، وصار له فرقة تُسمّى القاديانيّة وله أتباع، وهو ضالٌّ مضلٌّ، وقد كَفَّرَهُ العلماء وكفّروا كلّ من آمن به واتّبعه، ويكفي في إثبات كفره أنّه ادّعى النّبوّة فكان كمسيلمة الكذّاب لعنه اللّه تعالى، واللّه تعالى يقول: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: 40].
وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَي بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ».
وفي الأفكار التي بثّها والتّعاليم التي نشرها تكذيب للّه ولرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وافتراء على القرآن وتحريف له، ولهذه الطّائفة المارقة نشاطٌ قويٌّ في كثير من البلاد الأوروبيّة، وهي تمتلك إمكانات هائلة تستخدمها في الدّعوة إلى مبادئها، لأنّها مدعومة من بلدان أجنبية وأطراف مشبوهة وتمدّها بالأموال وتسهّل عليها نشاطها، وهم يحاولون تصيّد ضعاف المسلمين بمدّهم يد المساعدة وإغرائهم بالمال، مستغلّين في ذلك ضعفهم وحاجتهم، ولذلك وجب على كلّ مسلم أن يحذّر منهم، وأن يبلّغ عنهم إن علم بنشاطهم.
وأخوك هذا صار باتّباعهم كافرًا باللّه ورسوله، ويعامل معاملة المرتد عن الدّين حتّى يتوب إلى اللّه تعالى، وإن مات على ذلك مات كافرًا لا يُصلّى عليه ولا يُغسّل تغسيل المسلمين ولا يُدفن في مقابرهم، وهو مخلّد في النّار خسر الدّنيا والآخرة، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217].