وصف الصبي بأنه ملائكة

 
موضوع المسألة: وصف الصبي بأنه ملائكة.



🔴 السؤال: كنت مع جماعة من المثقفين في وليمة عقيقة، وكان النقاش متنوعا في ميادين مختلفة حتى وصلنا الى فئة الصبيان، وقال قائل منهم وعلى طريقة أجدادنا: هذا الصبي ملائكة، فكان الرد مغايرا من الآخر: لا يجوز أن تشبهوا الصبي بالملائكة، وهذا دون إقناع أو دليل يثبت أقواله، فهل يصح القول بأن الصبي ملائكة أو لا يصح ذلك؟ شكرًا.


🔴 الجواب: هذا الوصف على سبيل المجاز وليس حقيقة، لأنّه لا تشابه بين البشر والملائكة في الخِلقة، ومثله أن يوصف الإنسان بأنّه شيطان، أو حيوان، وقول النّاس عن الصَّبِيِّ: إنّه ملائكة أو كالملائكة، فقصدهم بذلك الطّهر والنّقاء من المعاصي، ولا أحد منهم يعتقد أنّه ملك من الملائكة، ولو اعتقد أحد ذلك لكان مكذّبًا للقرآن الكريم إذ يقول سبحانه في وصف المشركين: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ [النجم: 27 ـ 28]. 
ومثل هذا التّعبير موجود بكثرة في اللّغة العربيّة، فكثير ما يوصف الإنسان بأوصاف على سبيل المبالغة، ومن ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا وَلِهَذِهِ أَهْلًا»
وينبغي التّنبيه على أنّ وصف الصّبيِّ بالملائكة لم يكن موجودًا عند أوائل المسلمين، وهو ممّا أحدثه المتأخّرون، والأمر لا يصل إلى درجة التّحريم حتى ينكر ويبالغ في استقباحه، والعبرة في الكلام للمعاني وليست للمباني كما يقول الفقهاء.