الردة عن الإسلام

 
موضوع المسألة: الردة عن الإسلام.



🔴 السؤال:
 أريد أن أسأل عن حكم من ارتد عن الدين، فإن زوج ابنتي تأثر ببعض الدعاة إلى المسيحية، ثم صار يقول مثل قولهم، ويتشكك في القرآن الكريم، ويتهم دين الإسلام بتهم باطلة، فما هو حكمه في الشريعة؟ وهل تبقى ابنتي معه أو تفارقه؟

🔴 الجواب:

 الرّدّة هي الرّجوع والتّحوّل من الإسلام إلى الكفر والعياذ باللّه، وهي تحبط جميع الأعمال الصّالحة، وصاحبها مخلَّدٌ في النّار ما لم يتب، قال اللّه تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217]. 
ومن أسباب الرّدّة التّكذيب باليوم الآخر، أو تكذيب القرآن الكريم ولو آية منه أو التّشكيك في شيء منه، لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 147]. 
ومن أسباب الرّدّة الطّعن في الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم والاستهزاء به وبما جاء به من الدّين الحنيف، لقوله تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: 65 ـ 66]. 
واتّفقت كلمة الفقهاء على أنّ الرّدّة جريمة كبرى يستحِقُّ صاحبها أقصى العقوبة وهي القتل، فقد روى البخاري عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ»
والمرتد لا تحل ذبيحته لأنّه كافر مشرك، وتَبِينُ منه زوجته بمجرّد الرّدّة ولا تحل له ويجب عليها مفارقته، ولو تاب وأسلم بعد ردّته لم يحل له ردّها إلّا بعقد جديد، وإذا مات المرتد لم يُغَسَّلْ ولم يُصَلَّ عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.