سب الصحابة رضي الله عنهم
موضوع المسألة: سب الصحابة رضي الله عنهم.
🔴 السؤال: ما هو حكم من يسب الصحابة رضي الله عنهم؟
🔴 الجواب: تظافرت النّصوص الشّرعيّة وتكاثرت أقوال الأئمّة على وجوب تعظيم الصّحابة رضي اللّه عنهم وتوقيرهم واحترامهم، وأنّ سبّهم والطّعن فيهم حرام ملعون فاعله، فقد قال القاضي عياض في كتاب الشّفا: «وسبّ آل بيته وأزواجه وأصحابه صلّى اللّه عليه وسلّم وتنقّصهم حرام ملعون فاعله».
ومن الأحاديث النّبويّة التي جاءت تنهى عن الطّعن في الصّحابة ما رواه الشّيخان عن أبي سعيد الخُدري رضي اللّه عنه قال: قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ».
والنّهي يقتضي التّحريم، فكلّ من شتمهم، أو انتقص من حقّهم، أو رماهم بما يقدح في دينهم أو عدالتهم، فقد أتى منكرًا من القول وزورًا.
وروى الطّبراني بإسناد حسن عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما أنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «مَنْ سَبّ أصحَابي فعَلَيهِ لعَنةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
ومن أقوال أئمّة العلم نذكر ما قاله سفيان بن عُيَيْنَةَ رحمه اللّه: «من نطقَ في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكلمةٍ فهو صاحب هوى».
وما قاله الإمام أحمد رحمه اللّه: «إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من الصّحابة بسوء فاتّهمه على الإسلام».
وقد لخّص الإمام الطّحاوي في عقيدته هذا المعنى فقال: «ونحبّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا نفرط في حبّ أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، فحبّهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان».